Not known Facts About دور المرأة في الأسرة



ومما يدل على هذا، الحديث الطويل الذي جاء في سنن الترمذي بسند صحيح، عندما خرج النبي منن بيته في ساعة لا يخرج فيه؛ وذلك بسبب الجوع، فوجد أبا بكر وعمر، وقد خرجا للسبب ذاته، فذهب بهم إلى بيت أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري، وكان كثير النخل والشاء، فلم يكن في البيت حينها، فاستقبلتهم زوجته مرحبة بخير الأضياف وأشرفهم، فلما جاء الزوج أكرم أضيافه، فأراد النبي أن يشكر صنيعه، فأهدى له خادما، وأوصاه به خيرا، فقالت الزوجة الصالحة لزوجها: "ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تعتقه"، ففعل، فأثنى النبي على صنيعهما.

وهو ما يستوجب بالتالي تعزيز قدرات المرأة المعرفيّة لتمكينها من استخدام المهارات، والوسائل الممكنة للحصول على حقوقها الإنسانيّة والاجتماعيّة.

تنبع أهمية الأسرة في التنشئة الاجتماعية من المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقها بهدف إعداد أطفال قادرين على تحقيق التفاعل والانسجام الفعال مع المجتمع، ولأنَّ الأسرة هي المؤسسة الأولى التي يجد الطفل نفسه بين يديها، ومن خلال العمليات والخبرات المختلفة داخلها تتشكل شخصيته وتتكون سماته وتنضبط انفعالاته ويأخذ سلوكه نمطاً معيناً، وربما تكون الأهمية الكبرى في أنَّ ما يكتسبه الطفل من الأسرة يحمله معه إلى باقي المؤسسات الاجتماعية التي سيتفاعل معها مستقبلاً؛ فما نزرعه في أثناء تنشئة أبنائنا سنحصده لاحقاً.

الجانب الاجتماعي والسياسي: تعتمد ثقافة الأبناء الاجتماعية والسياسية على آبائهم وأمهاتهم، إلّا أنّ الأم تُشكّل أكثر تأثيراً على الأبناء في هذه الجانب؛ وذلك من خلال ما تأمرهم به وتنهاهم عنه فيتعلّمون الخير والشر منها، كما أنّها تغرس فيهم الدفاع عن الحق، وحُبّ الوطن، وتُرشدهم إلى تكوين العلاقات الاجتماعية السليمة.

 ضمن الإسلام للمرأة جميع حقوقها كإنسان كامل له الحق في ممارسة حياته وحريته بالطريقة التي يرضاها عن نفسه ويرضاها دينه له، ومن هذه الحقوق نذكر ما يلي: 

كانت من السباقين إلى اعتناق الدعوة الإسلامية، كما يتجلى دور أم سلمة بإبداء المشورة والنصح كما فعلت يوم صلح الحديبية، وفي الرواية المشهورة: يوم الصلح الذي انعقد في الحديبية كانت نية المسلمين أداء مناسك الحج، ولكن الصلح تم فاصاب الصحابة رضوان الله عليهم بعض الحزن، فما كان من أم سلمة إلاّ أن تشير على النبي أن يفعل كما لو أتم الحجّ بالفعل، ففعل صلى الله عليه وسلم ما أشارت إليه وعمت قلوب المسلمين الراحة والسكينة، وهذا إن دل على شيء يدل على حسن تدبيرها وحكمتها.

أمر الدين الإسلامي الزوج بحسن معاشرة زوجتهِ، واحترامها حتّى بعد الطلاق، حيثُ قال تعالى في آياتهِ الكريمة: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).

“إذا التزمت المرأة بالأسرة وتربية أولادها بهدف بناء نور جيل رفيعٍ ورشيد، فكلّ هذه الأعمال التي تقوم بها لا تنافي طلبها للعلم، أو ممارستها التدريس أو السياسة وغيرها من النشاطات الأخرى… لنسائنا اليوم دور فاعل في المجالات السياسيّة، والثقافيّة، والثوريّة، وكذلك على صعيد النشاطات العالميّة لهن دور فاعل أمام العالم كلّه”.

دور ذات النطاقين أسماء -رضي الله عنها- عندما كانت تُخاطر بنفسها لتوصل الطعام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلّم- ووالدها أبي بكر، فكانت تسير مسافة بعيدة والأرض شاقة ووعرة والشمس حارقة، فضحت في سبيل الله نُصرةً للدعوة ولنهضةِ المجتمع.

يعتبر دور المراءة في الأسرة دورًا لا يمكن الاستغناء عنه، إذ أنها أحد العوامل الرئيسية في بناء الأسرة التي تعد اللبنة الأساسية التي تساهم في تكوين المجتمع.

نحن اليوم نمر بمرحلة تزلزل كيان الأسرة، والذي بدوره سيزلزل كيان المجتمع، كثير من النساء اليوم يقضين حياتهن بدون زواج أو انفصال بعد الزواج، والأمر متشابه لدى الرجال.

ينمو الطفل نمواً نفسياً سليماً عندما تكون علاقته مع إخوته منسجمة وطبيعية ولا يسودها أي نوع من التفرقة أو التمييز، وقد اهتم العديد من علماء النفس بترتيب الطفل داخل أسرته ورجحوا التأثير الكبير لذلك في شخصية الطفل، فقد يشعر الطفل الأصغر بالنقص تجاه أخيه الأكبر، وهذا يدفعه إلى مزيد من الجهد لتعويض هذا النقص بالتفوق.

أما عن دورهن في نشر العلم، فخير مثال له، السيدة عائشة رضي الله عنها، يقول أبو موسى الأشعريي رضي الله عنه، مبينا فضلها في تعليم الصحابة: "ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما". ولم تكن أم المؤمنين فقيهة فحسب، بل كانت عالمة بالشعر والتاريخ والطب.

لقد كرّم الإسلام المرأة كونها أمًّا، حيثُ قال تعالى في آياتهِ الكريمة: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *